العودة   منتدى لغة الروح > لغة الأدب > لغتنا العربية


علم النحو : المجرورات من الأسماء ( حروف الجر )

قواعدها ، جمالياتها ، طرائفها ،تاريخها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-01-2018, 02:10 AM
أم ملك غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1214
 تاريخ التسجيل : Jun 2018
 فترة الأقامة : 2100 يوم
 أخر زيارة : 07-03-2018 (07:01 AM)
 المشاركات : 74 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أم ملك is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
110262 Imgcache علم النحو : المجرورات من الأسماء ( حروف الجر )



علم النحو : المجرورات من الأسماء ( حروف الجر )


تعريف حرف الجر :
يعرف أكثر النحاة المتقدمين حرف الجر بأنه : ما دل على معنى في غيره ، أي بارتباطه مع غيره من الكلام . والواقع أن الحروف عموما ، ومنها حرف الجر تدل على معان سواء ارتبطت بغيها ، أم لم ترتبط ، وقد أوضحنا ذلك مفصلا في باب الأحرف . والدليل على أن كثيرا من أحرف الجر يفاد منها المعنى المطلوب سواء أكانت ابتداء ، أم تبعيضا ، مثل " من " ، أو غاية مثل " إلى ، وحتى " ، وهناك أيضا بعض التراكيب في اللغة العربية دليل على أن حرف الجر يفيد معنى في ذاته ، ومنه قولهم : " رغبت في " ، فحرف الجر " في " هو الذي حدد المعنى المراد في التركيب السابق ، وهو الرغبة في الشيء ، وقولهم : " رغبت عن " نجد أن حرف الجر عن هو الذي حدد عدم الرغبة في الشيء .

علة تسمية الجار والمجرور بشبه الجملة ، وضرورة تعلقه بغيره : ـ
إن الجار والمجرور ، وكذلك الظرف ـ سبق الحديث ـ يسمى في اللغة العربية ، وفي غيرها من اللغات الأخرى بشبه الجملة ، وأن هذه التسمية تعود لأسباب أهمها : أن الجار والمجرور لا يؤديان في الكلام إلى معنى مستقل ، ولكن هذا المعنى الذي يؤديانه يكون فرعيا ، لذلك تكون الجملة ناقصة ، ولنقصانها أطلق عليها شبه جملة ، أي : جملة غير مكتملة لأداء المعنى ، كما أن الجار والمجرور ينوبان في الأغلب الأعم عن الجملة وينتقل إليهما ضمير متعلقهما .
فعندما نقول : محمد في المدرسة .
يستفاد من ذلك : أن محمدا استقر في المدرسة ، فيكون الجار والمجرور قد ناب عن الخبر المحذوف ، وهو الفعل " استقر " وفاعله . وكذلك الحال بالنسبة للضمير المستتر في الفعل قد انتقل مضمرا أيضا إلى الجار والمجرور .
ومعنى أن الجار والمجرور لا بد أن يكون متعلقا ، لأنه ــ كما ذكرنا ــ لا يؤدي معنى كاملا في الجملة ، ولكن المعنى الذي يؤديه يكون فرعيا متمما للمعنى الذي يؤديه الفعل ، أو شبهه ، وهذا يعني أن الجار والمجرور يرتبط بمعنى الفعل ، أي يتعلق به . نحو : ذهب الطالب إلى المدرسة .
فالجار والمجرور تعلقا بالفعل " ذهب " ، أي أن شبه الجملة قد ارتبط بالحدث الذي دل عليه الفعل . لأن قولنا : ذهب الطالب . معنى أدته الجملة تأدية كاملة ، للدلالة على الحدث والزمن في آن واحد ، ولكن زيادة شبه الجملة " إلى المدرسة " معناه زيادة معنى فرعي إلى معنى الجملة السابقة ، وهذا المعنى الفرعي الذي حدد المكان الذي ذهب إليه الطالب لا بد أن يرتبط مع ما سبقه في الحدث الذي يدل عليه الفعل وكذلك المكان ، أو الحيز الذي أفده الاسم المجرور . ومن هنا نقول " إلى المدرسة " جار ومجرور متعلقان بالفعل " ذهب " ، أو شبه الجملة متعلق بالفعل " ذهب " .
وكذلك الحال إذا قلنا : الفلاح في الحقل . فالجار والمجرور ، أي شبه الجملة قد تعلق بمحذوف خبر للمبتدأ الذي هو " الفلاح " ، والجار والمجرور ليس في الأصل بالخبر ، لأنه لا بد من تعلقهما بما يدل على الحدث الذي أفاده المبتدأ . كما أوضحنا في الفعل .
وتقدير الخبر الذي تعلق به الجار والمجرور هو : كائن ، أو مستقر ، أو الفلاح كان ، أو استقر في الحقل .
ومما سبق يتضح أن شبه الجملة يتعلق بالفعل ، كما أنه يتعلق بما يشبه الفعل ، أي من كل كلمة تدل على حدث ، ومما تتعلق به شبه الجملة غير الفعل الآتي : ـ
1 ـ اسم الفعل . نحو : أف للغادر . للغادر جار ومجرور متعلقان باسم الفعل " أف ".
2 ـ اسم الفاعل . نحو : أنا مسافر على متن الطائرة .
" على متن " جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل " مسافر " .
3 ـ المصدر . نحو : أفضل القراءة في الصباح .
" في الصباح " جار ومجرور " شبه جملة " متعلقان بالمصدر " قراءة " .
4 ـ الصفة المشبهة . نحو : محمد شجاع في قول الحق .
" في قول " جار ومجرور متعلقان بالصفة المشبهة " شجاع " .
5 ـ بصيغة المبالغة . نحو : أنت حمال للضر .
1 ـ ومنه قوله تعالى : { فعال لما يريد }1 .
" لما " جار ومجرور متعلقان بصيغة المبالغة " فعال " .
6 ـ ويتعلق بالاسم الجامد المؤول بالمشتق .
نحو : أنت كالأسد في الشجاعة .
ومنه قول الشاعر :
أنت كالكلب في الوفاء وكالتيس في مقارعة الخصوم
الشاهد قوله : في الوفاء ، وفي مقارعة . فكل من الجار والمجرور قد تعلق بالاسم الجامد المؤول بالمشتق وهو : الكلب في صدر البيت لأنه بمعنى " أمين " ، والتيس في عجز البيت لأنه بمعنى " مقدام أو شجاع .
ــــــــــ
1 ـ 16 البروج .

أقسام الجار والمجرور :
تنقسم أحرف الجر من حيث العمل في الظاهر والمضمر إلى قسمين : ـ
أولا ـ ما يعمل في الظاهر ، والمضمر على حد سواء وهو : من ، إلى ، عن ، على ، في ، اللام ، الباء ، خلا ، عدا ، وحاشا .
مثال الاسم الظاهر : خرجت من المسجد .
2 ـ ومنه قوله تعالى : { وأعرض عن المشركين } 1 .
ومثال الضمير : أخذت منه القلم .
3 ـ ومنه قوله تعالى : { وهو الذي أنزل إليكم الكتاب } 2 .
وقوله تعالى : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منا }3 .
ثانيا ـ ما يختص بالاسم الظاهر : ربَّ ، مذ ، منذ ، حتى ، الكاف ، واو القسم ، تاء القسم ، كي . نحو : رب ضارة نافعة . سأنتظرك مذ اللحظة .

أقسام حروف الجر من حيث الأصالة ، والزيادة : ـ
تنقسم أحرف الجر إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي : ـ
1 ـ حروف جر أصلية :
هي التي تضيف المعنى الفرعي إلى ركني الجملة كما أوضحنا سابقا ، ولا بد من تعلقه . نحو : جلس محمد في البيت .
في البيت جار ومجرور متعلقان بالفعل " جلس " .
2 ـ حروف جر زائدة :
هي التي لا تضيف معنى فرعيا إلى ركني الجملة ، ولكنها تساعد على ربط
ـــــــــــــــ
1 ـ 106 الأنعام . 2 ـ 114 الأنعام .
3 ـ 39 النور .
الجملة وتقويتها ، ولا تتعلق البتة . نحو : ما التقيت بأحد .
بأحد : الباء حرف جر زائد ، وأحد مفعول به ، مجرور لفظا منصوب محلا . أو منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الحر الزائد .
4 ـ ومنه قوله تعالى : { لست عليهم بمسيطر }1 .
5 ـ وقوله تعالى : { وكفى بالله شهيدا }2 .
وحروف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة هي : من ، الباء ، الكاف ، واللام .
3 ـ حروف جر شبيه بالزائد : وهي الحروف التي تضيف للجملة معنى جديدا ، ولكنها لا تتعلق بها . ولا يوجد حروف جر شبيهة بالزائدة إلا " ربَّ " .
نحو : رب قول أحسن من عمل .
رب : حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
قول : مبتدأ مرفوع الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
أحسن : خبر مرفوع بالضمة . من عمل : جار ومجرور متعلقان بـ : أحسن " .

معاني حروف الجر : ـ
حروف الجر واحد وعشرون حرفا ، منها ما يدخل في باب الحرف ، ومنها ما يدخل في باب الفعل ، ومنها ما هو شاذ في عمله ، وبعضها لا يجر إلا بشروط ، وقد أشرنا لكل منها في باب الحرف ، ويهمنا في هذا المقام أن نتحدث عن حروف الجر التي تعمل بلا قيد ولا شرط ، وبدون تكلف ، وهذا منهجنا في هذه الموسوعة ، وعيه تكون حروف الجر العاملة في اللغة العربية ، والتي في متناول الدارس أربعة عشر حرفا ممثلة في الآتي :
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 الغاشية . 2 ـ 79 النساء .

من ، عن ، على ، في ، إلى ، مذ ، منذ ، رب ، الكاف ، اللام ، التاء ، الباء ، الواو ، وحتى . وإليك معانيها مفصلة .
أولا ـ من : تأتي لكثير من المعاني :
1 ـ لابتداء الغاية في الأمكنة ، والأزمنة .
ابتداء الغاية في الأمكنة . نحو : خرج المصلون من المسجد .
6 ـ ومنه قوله تعالى : { من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }1 .
وقوله تعالى : { فأنزلنا من السماء ماء }2 .
وابتداء الغاية في الأزمنة وهو قليل . نحو : انتظرتك من الصباح حتى الظهيرة .
ومنه قوله تعالى : { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم }3 .
فـ " من " في المجموعة الأولى جر جرَّ أسماء مكانية وهي كلمة : المسجد ، في المثال ، وفي الآية ، وذلك يعني ابتداء الغاية في تلك الأمكنة .
وفي المجموعة الثانية قد جرت أسماء زمانية وهي كلمة : الصباح ، وكلمة أول ، في كل من المثال ، والآية ، ومعنى " في " في هذه المجموعة يدل على ابتداء الغاية في تلك الأزمنة .
2 ـ تأتي للتبعيض ، وهو اقتطاع جزء من كل . نحو : أكلت من الطعام ، وأنفقت من المال .
7 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى تنفقوا مما تحبون } 4 .
وقوله تعالى : { وبما أنفقوا من أموالهم }5 .
والدليل على اعتبار " من " تبعيضية فقد قرئت الآية { حتى تنفقوا مما تحبون } في بعض القراءات { حتى تنفقوا بعض ما تحبون } ، لأن من علامات ذلك أن تخلف
ـــــــــــــــ
1 ـ 1 الإسراء . 2 ـ 22 الحجر .
3 ـ 108 التوبة . 4 ـ 92 آل عمران .

" من " كلمة " بعض " .
ومنه قوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله }5 .
3 ـ لبيان الجنس : نحو : له عمامة من حرير . واشتريت ثوبا من قطن .
8 ـ ومنه قوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان }1 .
وغالبا ما تأتي " من " التي تفيد التبعيض بعد " ما ، ومهما " لفرط إبهامهما ، وعلامة ذلك يصح أن يخلفها اسم الموصول .
9 ـ نحو قوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة } 2 .
وقوله تعالى : { مهما تأتنا به من آية }3 .
وقوله تعالى : { من أساور من ذهب }4 .
4 ـ تأتي " من " للتعليل . نحو : جزع من الخوف ، وأرهق من العمل .
10 ـ ومنه قوله تعالى : { مما خطيئاتهم أغرقوا }5 .
وقوله تعالى : { كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة }6 .
وقوله تعالى : ر وأخواتكم من الرضاعة }7 .
5 ـ تأتي بمعنى البدل . نحو : قبلت بالغث من السمين .
11 ـ ومنه قوله تعالى : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة }8 .
والمعنى أن الله يخاطب المؤمنين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، ويعاتبهم ، ويوبخهم على هذا التخلف ، فهم قد رضوا بنعيم الدنيا ومتاعها الفاني بدل نعيم الآخرة ، وثوابها الباقي (9) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 33 النساء . 2 ـ 30 الحج . 3 ـ 2 فاطر .
4 ـ 132 الأعراف . 5 ـ 31 الكهف . 6 ـ 25 نوح .
7 ـ 50 ، 51 المدثر . 8 ـ 22 النساء . 9 ـ 38 التوبة .
10 ـ تفسير ابن كثير ج2 ص 35 . وصفوة التفاسير لمحمد الصابوني ج1 ص535 .

6 ـ للتأكيد . وهي من الزائدة ، بشرط أن يكون مجرورها :
أ ـ نكرة . ب ـ أن يسبقها نفي ، أو نهي ، أو استفهام بـ " هل " .
ويكون مجرورها النكرة فاعلا . نحو : لا يبخل من معلم بعلمه . هل تأخر من أحد ؟
12 ـ ومنه قوله تعالى : { ما يأتيهم من ذكر }1 .
أو مفعولا به . نحو : لم أر من زائر . هل أهملت من واجب .
13 ـ ومنه قوله تعالى : { هل تحسبن منهم من أحد }2 .
وقوله تعالى : { هل ترى من فطور }3 .
وقوله تعالى : { وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون }4 .
أو يكون مبتدأ . نحو : ليس للمهمل من منزلة . وما للسارق من أمان .
14 ـ ومنه قوله تعالى : { هل من خالق غير الله }5 .
وقوله تعالى : { وما له في الآخرة من خلاق }6 .
أو مفعولا مطلقا . نحو : ما أحسن إنسان من إحسان إلا أثابه الله .
7 ـ تأتي " من " بمعنى " في " نحو : سأرحل من أول الشهر .
والمعنى : في أول الشهر .
15 ـ ومنه قوله تعالى : { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة }7 .
وقوله تعالى : { ماذا خلقوا من الأرض }8 .
8 ـ وتأتي بمعنى " إلى " . نحو : اقترب منك . أي إليك .
9 ـ تأتي بمعنى " الباء " . نحو : أمسكته من يده . أي : بيده .
16 ـ ومنه قوله تعالى : { ينظرون من طرف خفي }9 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 2 الأنبياء . 2 ـ 98 مريم . 3 ـ 3 الملك .
4 ـ 208 النمل .5 ـ 3 فاطر . 6 ـ 200 البقرة .
7 ـ 9 الجمعة . 8 ـ 40 فاطر . 9 ـ 45 الشورى .

10 ـ وبمعنى " عن " . نحو : لا تبتعد من هذا المكان . أي : عن هذا المكان .
17 ـ ومنه قوله تعالى : { يا ويلتنا قد كنا في غفلة من هذا }1 .
11 ـ وبمعنى " على " . نحو : لعل الله ينصفنا من الظلم . والتقدير : على الظلم .
18 ـ ومنه قوله تعالى : { ونصرناه من القوم الذين كذبوا }2 .
ثانيا ـ " عن " ، تأتي لعدة معان :
1 ـ تكون للمجاورة . نحو : رحلت عن المدينة . ورغبت عن ودك . ورميت عن القوس .
2 ـ بمعنى البدل . نحو : قم عنب بهذا الأمر .
19 ـ ومنه قوله تعالى : { واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا }3 .
3 ـ بمعنى " بَعْدَ " . نحو : سحابة صيف عن قريب تقشع . أي : بعد قريب .
20 ـ ومنه قوله تعالى : { طبقا عن طبق }4 .
وقوله تعالى : { عما قليل ليصبحن نادمين }5 .
4 ـ وتأتي للتعليل 21 ـ نحو قوله تعالى : { وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك }6 .
وقوله تعالى : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه }7 .
5 ـ بمعنى " على " . إذا رضيتم عني فلم أترككم .
22 ـ ومنه قوله تعالى : { فإنما يبخل عن نفسه }8 .
وقوله تعالى : { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله }9 .
6 ـ وبمعنى " من " :23 ـ كقوله تعالى : { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده }10 .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 97 الأنبياء . 2 ـ 77 الأنبياء . 3 ـ 23 البقرة .
4 ـ 19 الانشقاق . 5 ـ 40 المؤمنون . 6 ـ 53 هود .
7 ـ 115 التوبة . 8 ـ 38 محمد . 9 ـ 8 الطلاق .
10 ـ 105 التوبة .

وقوله تعالى : { أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا }1 .
ثالثا ـ " على " ، تأتي لمعان أهمها :
1 ـ تأتي للاستعلاء الحسي . نحو : ركبت على الفرس ، ووضعت الكتاب على المنضدة . 24 ـ ومنه قوله تعالى : { على الأرائك ينظرون }2 .
وقوله تعالى : { وعلى الفلك تحملون }3 .
وللاستعلاء المعنوي . نحو : كنا على علم بقدومك .
25 ـ ومنه قوله تعالى : { فضلنا بعضهم على بعض }4 .
وقوله تعالى : { فأنزل الله سكينته على رسوله }5 .
2 ـ تأتي بمعنى المصاحبة .
26 ـ نحو قوله تعالى : { وآتي المال على حبه }6 .
وقوله تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم }7 .
3 ـ تأتي بمعنى الظرفية ، أي بمعنى ( في ) . نحو قولهم : أخذه على حين غرة .
27 ـ ومنه قوله تعالى : { أفتمارونه على ما يرى }8 .
4 ـ تأتي للتعليل .
28 ـ نحو قوله تعالى : { ولتكبروا الله على ما هداكم }9 .
5 ـ تأتي بمعنى الاستدراك . نحو : لم يحالفني الحظ على أنني لم أيأس .
واذهب إلى الحفل على أن تعود مبكرا .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 16 الأحقاف . 2 ـ 23 المطففين .
3 ـ 22 المؤمنون . 4 ـ 253 البقرة . 5 ـ 26 الفتح .
6 ـ 177 البقرة . 7 ـ 6 الرعد .
8 ـ 12 النجم . 9 ـ 185 البقرة .

ومنه قول الشاعر :
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا على أن قرب الدار خير من البعد
الشاهد قوله : " على أن " حيث استدرك بها حديثه في الشطر الأول من البيت .
6 ـ تتضمن على معنى ( عن ) . نحو : رضيت عنك .
2 ـ ومنه قول الشاعر :
إذا غضبت عليَّ بنو نمير حسبت الناس كلهم غضابا
7 ـ تتضمن معنى ( عن ) .
29 ـ نحو قوله تعالى : { إذا اكتالوا على الناس يستوفون }1 .
8 ـ وتتضمن معنى ( الباء ) . نحو : رميت على القوس .
والتقدير : مستعينا بها . ومنه قولهم : حريٌّ على أن تقول الصدق .
رابعا ـ " في " :
1 ـ تأتي للظرف الحقيقي . نحو : في الإبريق ماء .
والطالب في المدرسة .
30 ـ ومنه قوله تعالى : { يوم ينفخ في الصور }2 .
وقوله تعالى : { إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض }3 .
كما تأتي للظرف المجازي . نحو : نظرت في الأمر .
31 ـ ومنه قوله تعالى : { ولكم في القصاص حياة }4 .
وقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }5 .
2 ـ تأتي للتعليل . نحو : مات في مزاح . وقتل كليب في ناقة .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " دخلت امرأة النار في هرة حبستها " .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ 2 المطففين .2 ـ 103 طه . 3 ـ 94 الكهف .
4 ـ 179 البقرة . 5 ـ 21 الأحزاب .

32 ـ ومنه قوله تعالى : { لمسكم فيما أخذتم }1 .
3 ـ تأتي للمصاحبة . نحو : خرج الأمير في موكبه .
33 ـ ومنه قوله تعالى : { قال ادخلوا في أمم }2 .
4 ـ تأتي للمقايسة . نحو : ما ذنبنا في عفوك إلا هفوة .
34 ـ ومنه قوله تعالى : { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل }3 .
5 ـ تتضمن معنى ( على ) ، وتسمى " في " الاستعلائية .
35 ـ نحو قوله تعالى : { ولأصلبنكم في جذوع النخل }4 .
6 ـ تتضمن معنى " إلى " .
36 ـ نحو قوله تعالى : { فردوا أيديهم في أفواههم }5 .
7 ـ تتضمن معنى " الباء " . نحو : هو بصير في المسألة .
أنت خبير في شؤون الدولة .
3 ـ ومنه قول الشاعر :
بصيرون في طعن الأباهر والكلى
والتقدير : بطعن الأباهر والكلى .
8 ـ وتتضمن معنى " من " .
4 ـ كقول الشاعر :
وهل يَعِمنْ من كان أحدث عهده تلاقين شهرا في ثلاثة أحوال

خامسا ـ " إلى " :
1 ـ تأتي لانتهاء الغاية المكانية ، والزمانية . نحو : ذهبت إلى المدرسة .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 68 الأنفال . 2 ـ 38 الأعراف .
3 ـ 38 التوبة . 4 ـ 71 طه . 5 ـ 9 إبراهيم .

وصمت إلى العشاء .
37 ـ ومنه قوله تعالى { من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }1 .
ومثال انتهاء الغاية الزمانية :
38 ـ قوله تعالى { وأتموا الصيام إلى الليل }2 .
2 ـ تأتي للمصاحبة . نحو : جلست إلى الضيف .
39 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم }3 .
3 ـ تأتي بمعنى " عند " . وهي المبينة لفاعلية مجرورها ، لذلك يسميها النحاة
البينة ، لأنها تبين أن مصحوبها فاعل لما قبلها ، وذلك بعدما يفيد حبا ، أو بغضا من أفعل تعجب ، أو تفضيل . نحو : ما أبغض الخائن إلىَّ ، والمطالعة أحب إلىَّ من اللعب .
40 ـ ومنه قوله تعالى : { ربِّ السجن أحب إلىَّ }4 .
4 ـ وتضمن " إلى " معنى " في " نحو قوله تعالى : { ليجعلكم إلى يوم القيامة }5 .
وتضمن معنى " اللام " نحو : تركت الأمر إليك . أي : لك .
ويقال إن " إلى " في هذا المقام تكون لانتهاء الغاية . أي : الأمر منته إليك .
سادسا ـ حتى : تأتي لانتهاء الغاية . نحو : سرت حتى الكعبة .
ويلاحظ من ذلك أن ما بعد حتى لم يدخل في حكم ما قبلها إلا إذا دلت عليه القرينة .
نحو : بذلت مالي حتى آخر درهم في سبيل العلم .
41 ـ ومنه قوله تعالى : { سلام هي حتى مطلع الفجر }6 .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الإسراء . 2 ـ 187 البقرة .
3 ـ 2 النساء .4 ـ 33 يوسف .
5 ـ 87 النساء .6 ـ 5 الفجر .

سابعا ـ الكاف :
1 ـ تأتي للتشبيه ، وهذا هو الأصل في معانيها .
نحو : أنت شامخ كالطود . ومحمد كالأسد .
42 ـ ومنه قوله تعالى : { وردة كالدهان }1 .
2 ـ تأتي للتعليل .
43 ـ نحو قوله تعالى : { واذكروه كما هداكم }2 . أي : لهدايته إياكم .
3 ـ تأتي للتوكيد ، وهي الكاف الزائدة في الإعراب .
44 ـ نحو قوله تعالى : { ليس كمثله شيء }3 . والتقدير : ليس شيء مثله .
وتستعمل الكاف في التمثيل بما لا مثيل له . كأن تقول : " إن من الحروف ما لا يقبل الحركة كالألف " . ويقال لها كاف الاستقصاء .
4 ـ وتضمن الكاف معنى " على " وهي ما تعرف بكاف الاستعلاء . كأن تأتي الكاف في الإجابة على سؤال كالتالي : كيف أصبحت ؟ فتقول : كخير . أي : على خير .
ومنه قولهم : كن كما أنت . أي : ثابتا على ما أنت عليه .

ثامنا ـ اللام : للام معان كثيرة منها ما يمكن الاستفادة منه في الحياة العملية ، وما يرجوه طالب العلم ، ومنها ما هو نادر الاستعمال . وهنا سنذكر الاستعمالات التي
يمكن الاستفادة منها ، وهي كالتالي :
1 ـ تأتي للملك : نحو : المنزل لأخي . والكتاب للطالب .
45 ـ ومنه قوله تعالى : { لله ما في السموات والأرض }4 .
كما تأتي لشبه الملك ، وتعرف بلام الاختصاص . نحو : الفوز للمجتهدين .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 37 الرحمن . 2 ـ 198 البقرة .
3 ـ 11 الشورى . 4 ـ 26 لقمان .

واللجام للفرس . 46 ـ ومنه قوله تعالى : { الحمد لله }1 .
وقوله تعالى : { ويل للمطففين }2 .
كما تعرف بلام الاستحقاق . نحو : الويل للناكثين . والنار للكافرين .
2 ـ تأتي للتعليل : نحو : هربت للخوف . وحضرت لزيارتك .
47 ـ ومنه قوله تعالى : { لتحكم بين الناس }3 .
ومنه قول الشاعر :
وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
3 ـ تأتي للصيرورة ، وتسمى لام العاقبة ، أو لام المآل .
48 ـ نحو قوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا }4 .
4 ـ تأتي للتوكيد ، وهي اللام الزائدة .
5 ـ كقول الشاعر :
" ملكا أجار لمسلم ومعاهد "
5 ـ تأتي لتقوية العامل إذا ضعف . ويكون ضعف العامل للأسباب التالية :
أ ـ إما لكونه فرعا في العمل .
49 ـ نحو قوله تعالى : { مصدقا لما معهم }5 .
وقوله تعالى : ر فعال لما يريد }6 . وتكون اللام في هذه الحالة للتقوية .
ب ـ أو لتأخره عن المعمول .
50 ـ نحو قوله تعالى : { إن كنتم للرؤيا تعبرون }7 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 1 المطففين .
3 ـ 105 النساء . 4 ـ 8 القصص .
5 ـ 91 البقرة .
6 ـ 16 البروج . 7 ـ 43 يوسف .

وقوله تعالى : { للذين هم لربه يرهبون }1 .
6 ـ وتأتي للتعجب . نحو : لله دره رجلا ، ويا للفرح .
وتستعمل اللام في هذه الحالة مفتوحة بعد الياء .
7 ـ تأتي للتبليغ . نحو : قلت للرجل .
8 ـ تأتي للتعدية . وهي الواقعة بعد فعل تعجب ، أو تفضيل لتبين أن ما بعدها مفعول لما قبلها .
نحو : ما أجمع الرجل للمال .
9 ـ تأتي لانتهاء الغاية ، وهو قليل .
51 ـ نحو قوله تعالى : { كل شيء يجري لأجل مسمى }2 .
10 ـ تأتي للوقت ، وتسمى لام الوقت ، أو لام التاريخ . نحو : كتب الخطاب لغرة ربيع الأول .
أي : عند غرته .
11 ـ وتضمن معاني الحروف التالية :
أ ـ تضمن معنى " على " .
52 ـ نحو قوله تعالى : { يخرون للأذقان سجدا }3 .
أي : على الأذقان .
ب ـ تضمن نعنى " في " . نحو قولهم : مضى لسبيله .
53 ـ ومنه قوله تعالى : { ونضع الموازين القسط يوم القيامة }4 .
وقوله تعالى : { لا يجلبها لوقتها إلا هو }5 .
وقوله تعالى : { إني جاعلك للناس إماما }6 .
ج ـ تضمن معنى " عن " .
54 ـ نحو قوله تعالى : { قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا }7 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 154 الأعراف . 2 ـ 2 الرعد .
3 ـ 107 الإسراء . 4 ـ 47 الأنبياء .
5 ـ 187 الأعراف . 6 ـ 124 البقرة .
7 ـ 38 الأعراف .


تاسعا ـ " الباء " ، تشتمل الباء كحرف من حروف المعاني ، على معان كثيرة ، تتحدد من خلال استعمالها لربط الكلام ، وتكوين جملة مفيدة . ومن معانيها الآتي :
1 ـ تأتي للإلصاق الحقيقي والمجازي .
مثال الإلصاق الحقيقي : أمسكت بيده .
55 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى يأتنا بقربان }1 .
وقوله تعالى : { أيكم يأتني بعرشها }2 .
ومثال الإلصاق المجازي : مررت به .
56 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى يأتي الله بأمره }3.
وقوله تعالى : { فليأتكم برزق منه }4 .
تأتي بمعنى الاستعانة . أي استعنت بالشيء ، نحو : كتبت بالقلم .
57 ـ ومنه قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر }5 .
وقوله تعالى : ر قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا }6 .
3 ـ تأتي بمعنى التعدية . نحو : ذهبت بمحمد .
ومنه قوله تعالى : { ذهب الله بنورهم }7 .
وقوله تعالى : { لو شاء الله لذهب بسمعهم }8 .
4 ـ تأتي للتعليل . نحو : قتل بذنبه . ومات بظلمه .
59 ـ ومنه قوله تعالى : { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم }9 .
وقوله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم }10 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 183 آل عمران . 2 ـ 38 النمل .
3 ـ 109 البقرة .4 ـ 19 مريم .
5 ـ 153 البقرة . 6 ـ 127 الأعراف .
7 ـ 17 البقرة . 8 ـ 20 البقرة .
9 ـ 160 النساء . 10 ـ 13 المائدة .

5 ـ تأتي للسببية . 60 ـ نحو قوله تعالى : { أخذته العزة بالإثم }1 .
وقوله تعالى : { فأخذناهم بما كانوا يكسبون }2 .
6 ـ تضمن معنى " من " ، وتسمى باء التبعيض .
61 ـ نحو قوله تعالى : { عينا يشرب بها عباد الله }3 .
7 ـ تضمن معنى " على " ، وتسمى باء الاستعلاء .
62 ـ نحو قوله تعالى : { إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك }4 .
وقوله تعالى : { من إن تأمنه بقنطار }5 .
8 ـ تضمن معنى " في " ، وتسمى باء الظرفية .
63 ـ نحو قوله تعالى : { الذين تمنوا مكانه بالأمس }6 .
وقوله تعالى : { للذي ببكة }7 . وقوله تعالى : { فأصبحتم بنعمته إخوانا }8 .
وقوله تعالى : { وما كنت بجانب الغربي }9 .
وقوله تعالى : { نجيناهم بسحر }10 .
9 ـ وتضمن معنى " عن " .
64 ـ نحو قوله تعالى : { فاسأل به خبيرا }11 .
10 ـ تأتي للبدلية . نحو : ما يسرني أني اقتنيت المال بالعلم .
65 ـ ومنه قوله تعالى : { اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة }12 .
وقوله تعالى : { يشترون الحياة الدنيا بالآخرة }13 .
وقوله تعالى : { أن النفس بالنفس }14 .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 206 البقرة . 2 ـ 96 الأعراف .
3 ـ 16 الإنسان . 4 ، 5 ـ 75 آل عمران .
6ـ 82 القصص . 7 ـ 96 آل عمران .
8 ـ 103 آل عمران . 9 ـ 44 القصص .
10 ـ 43 القمر . 11 ـ 59 الفرقان .
12 ـ 26 البقرة .13 ـ 73 النساء .
14 ـ 45 المائدة .

11 ـ تأتي للتأكيد ، وهي الباء الزائدة . نحو قوله تعالى : { كفى بالله شهيدا }1 .
وقوله تعالى : { وكفى بالله وكيلا }2 .
66 ـ وقوله تعالى : { وما نحن بمؤمنين }3 .
وقوله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم }4 .
وقوله تعالى : وما أنتم بمعجزين في الأرض }5 .
وقوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }6 .
12 ـ تأتي الباء بمعنى " مع " ، وتعرف بباء المصاحبة . نحو : بعتك الدار بأثاثها .
67 ـ ومنه قوله تعالى : { وقد دخلوا بالكفر }7 . أي : مع الكفر .
وقوله تعالى : { واختلط به نبات الأرض }8 .
وقوله تعالى : { ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }9 .
وقوله تعالى : { ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء }10 .
عاشرا ـ الواو ، والتاء : يكونان للقسم ، نحو : والله لأساعدن الضعيف .
وتالله لأحفظنَّ ودك . 68 ـ ومنه قوله تعالى : { والقرآن ذي الذكر }11 .
وقوله تعالى : { والشمس وضحاها }12 . وقوله تعالى : { والليل إذا يغشى }13 .
69 ـ وقوله تعالى : { تالله إنك لفي ضلالك القديم }14 .
وقوله تعالى : { قال تالله إن كدت لتردين }15 .
وقوله تعالى : { قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف }16 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 79 النساء . 2 ـ 48 الأحزاب . 3 ـ 38 المؤمنون .
4 ـ 6 المائدة . 5 ـ 22 العنكبوت . 6 ـ 195 البقرة .
7 ـ 59 الفرقان . 8 ـ 24 يونس . 9 ـ 111 الكهف .
10 ـ 38 يونس . 11 ـ 1 ص . 12 ـ 1 الشمس .
13 ـ 1 الليل . 14 ـ 95 يوسف . 15 ـ 56 الصافات .
16 ـ 85 يوسف .

أحد عشر ـ مذ ومنذ : يكونان لابتداء الغاية بمعنى " من " ، إذا كان الزمان ماضيا .
نحو : ما حضرت إلى العمل مذ يومين ، أو منذ يومين .
ويكونان للظرفية ، إذا كان الزمان حاضرا ، وهما حينئذ بمعنى " في " .
نحو : ما رأيته مذ شهرنا ، أو منذ شهرنا .
وفي هذا المقام تفيد مذ ومنذ استغراق المدة ’
كما يأتيان بمعنى " من " ، و " إلى " معا إذا كان مجرورهما نكرة معدودا .
نحو : ما رأيتك مذ ثلاثة أيام ، أو منذ ثلاثة أيام .
اثنا عشر ـ رب : تأتي للتقليل والتكثير ، ويدل على ذلك القرينة التي تعين أحدهما .
مثال التقليل :
6 ـ قول الشاعر :
" ألا رب مولود ليس له أب " .
فالقرينة الدالة على أن ربَّ جاءت للتقليل هو : أن المولود الذي ليس له أب قليل ، بل يكاد ينحصر في سيدنا عيسى عليه السلام .
ومنه قولهم : ربَّ أخ لك لم تلده أمك .
ومثال التكثير : قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ياربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القايمة . وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان : يا رب صائمه لن يصومه .

فوائد وتنبيهات :
أولا ـ كنت قد استبعد " كي " كحرف من حروف الجر ، لأنها لا تعمل إلا بشرط ، واستعمالها كحرف من حروف النصب أقرب إلى الفهم ، والذوق السليم ، ومع ذلك آثرت ذكرها هنا موضحا الشروط التي يجب أن تتوافر فيها كي تعمل الجر : ـ
1 ـ تختص " كي " بالدخول على " ما " الاستفهامية ، إذا جاءت حرفا من حروف الجر ، وتكون للتعليل ، بمعنى " اللام " . نحو : كيم فعلت هذا .
2 ـ تختص بالدخول على " أن " المصدرية وصلتها .
نحو : حضرت كي أبشرك بالنجاح . أي : لبشارتك .
فاعتبر النحاة " أن " المصدرية المحذوفة مع الفعل المضارع بمثابة الاسم فدخلت عليه " كي " باعتبارها حرفا من حروف الجر ، لأنه من المتعارف عليه نحويا أن حروف الجر لا تختص بالدخول إلا على الأسماء .
وفي رأيي أن ذلك التخيل لأن المحذوفة وتكوينها مع الفعل اسما ، أمر مجهد للعقل من حيث التصور ، وكان يكتفى بـ " كي " في هذه الحالة أن تكون حرفا ناصبا للفعل فقط ، لأن الغرض من دراسة النحو الوصفي ، هو الوصول إلى التطبيق على القواعد الحقيقية بيسر وسهولة ، لا تصور ما يمكن أن يكون ، لذلك أرى أن يعمل بكل كلمة في بابها الصحيح ، لأن هناك في الأبواب النحوية الأخرى ما يستعاض بها في هذا المقام دون تصور أو تخيل .
والمقصود من ذلك أن " كي " إذا استعملت في باب النواصب للفعل المضارع ، وكفى خير من توزيعها ، وجعلها مع حروف الجر ، لأنها في باب النواصب تعمل كناصب للفعل بلا قيد أو شرط ، على اعتبار أنها هي الناصبة للفعل ، لا أن المصدرية المضمرة .
ثانيا ـ لقد ذكر ابن هشام في أوضح المسالك على شرح الألفية ، بأن هناك بعض حروف الجر ما يشترك لفظها بين الحرفية والاسمية : أي أنها تجيء في مقام حرفا ، كما بينا في أحرف الجر ، وتجيء اسما ، كما سنوضح ذلك الآن بما ذكره النحاة المتقدمون من أمثلة بهذا الخصوص .
والحروف المشتركة في لفظها بين الحرفية والاسمية هي : الكاف ، عن ، على ، مذ ، منذ . وهذه أمثلة كما وردت في كتب النحو كشاهد على مجيئها أسماء .
1 ـ الكاف : نحو : محمد كالأسد .
ومنه قول الشاعر :
" ويضحكن عن كالبرد المنهمِّ "
فقد جعل بعض النحاة المتقدمين " الكاف " اسما بمعنى " مثل " ففي المثال الأول قالوا : محمد مثل الأسد . وأعربوا " الكاف " خبرا للمبتدأ محمد ، والأسد مضاف إليه .
واستدلوا على اسميتها بدخول حرف الجر " عن " عليها كما في المثال الثاني :
" يضحكن عن كالبرد " . لأنه من المتعارف عليه أن حروف الجر لا تدخل على بعضها البعض ، وإنما يكون اختصاص دخولها بالأسماء . فالكاف اسم بمعنى مثل ، لذلك دخل عليها حرف الجر عن ، والتقدير يضحكن عن مثل البرد . وأربوا " مثل " في هذه الحالة اسما مجرورا بدخول " عن "عليها ، وهي مضاف ، والبرد مجرور بالإضافة .
ويمكننا القول أن ما ذكر لا يكون إلا من باب التخيل والتصور ، فهو بعيد عن الواقع العملي الملموس الذي وضع النحو من أجله ، ولكن قبل أن نحلل ما ذكره النحاة في هذا الموضوع ، لا بد أن نذكر اختلاف النحاة أنفسهم قديما حول هذه المسألة .
فقد ذكر ابن هشام في شرح الألفية أن ورود " الكاف " اسما يختص بالشعر فقط ، وخص ذلك القول بسيبويه ، وغيره من المحققين ، وإن كان الكلام لسيبويه أو غيره فيكفي أن نقول : إن اختصاص اسمية الكاف بالشعر فقط دليل على عدم الجزم بأنها اسم ، لأنه لو كان الأمر كذلك لورد ذكر بعض الآيات القرآنية التي تشتمل على وجود الكاف كاسم لا حرف ، والقرآن شمل كل ما يتعلق باللغة من شواهد ما عدا " مذ ومنذ " لم يرد ذكرهما فيه لا كحرفين ولا اسمين .
أما ما ذكره الزمخشري حول الآية القرآنية التي تقول :
70 ـ قال الله تعالى : { إني خالق من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه }
فقل ابن هشام والقول للزمخشري : إن دخول حرف الجر " في " على الضمير في قوله " فيه " من الآية السابقة دليل على أن " الكاف " اسم بمعنى " مثل " بدليل عودة الضمير " ها " الغيبة على الكاف في كلمة " كهيئة " .
وقد رد ابن هشام نفسه على الزمخشري بقوله : لو كانت الكاف اسما لكان من الحقائق أن نسمع ، أو سمع قولهم " مررت بكالأسد " ، بدخول حرف الجر الباء على الكاف باعتبارها اسما ، ولكن هذا غير وارد في لغة العرب ، ولم يرد له نظير في القرآن الكريم .
وخلاصة القول : إذا ما طبقنا قواعد اللغة العربية تطبيقا عمليا ، من خلال التراكيب اللغوية السليمة ، مستدلين بما ورد في القرآن الكريم من آيات ، تطبق التطبيق الصحيح ، وبلا تكلف على تلك القواعد ، فإن هذه القواعد النحوية سوف لا يدخلها التأويل ، وكثرة الوجوه الإعرابية التي نحن في غنى عنها ما دام الغرض من دراسة النحو تقويم اللسان وحفظه من اللحن .
وبما أن كلام العربية لا يخرج عن كونه اسما ، أو فعلا ، أو حرفا ، فلماذا يكون الاسم تارة اسما ، وتارة حرفا وذلك حسبما نريد ؟ ولماذا يكون الحرف تارة حرفا ، ويكون تارة أخرى اسما متى تطلب الأمر ذلك ؟
فالكاف وما جعله بعض النحاة معها من بقية الحروف كـ " عن ، وعلى ، ومذ ومنذ " هي في حقيقة الأمر أحرف جر ليس غير ، ولا داعي لأن تكون أسماء ما دام في اللغة من الأسماء ما يفي حاجة المتكلمين .
ومن الأمثلة التي أوردها النحاة على اعتبار : عن ، وعلى ، ومذ ومنذ أسماء الآتي :
8 ـ مثال " عن " قول الشاعر :
" من عن يميني مرة وأمامي "
9 ـ ومثال " على " قول الآخر :
" غدت من عليه بعد تم ضمؤها "
ومثال " مذ ومنذ " قولهم : ما رأيته مذ يومان ، أو منذ يوم الجمعة .
على اعتبار أن مذ ومنذ مبتدآن ، وما بعدهما خبر . أو على اعتبار أنهما ظرفان وما بعدهما فاعل لكان التامة . والتقدير : مذ كان يومان ، أو منذ كان يوم الجمعة .
ومثال اعتبار مذ ومنذ ظرفين دخولهما على الجملة الفعلية .
كقول الشاعر :
" ما زال مذ عقد ت يداه إزاره "
أو دخولها على الجملة الاسمية وهو قليل ،
11 ـ قول الشاعر :
" وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع "
ويلاحظ مما سبق :
1 ـ أن الأمثلة الواردة في هذا المقام اختصت بالشعر فقط ، لأنه لم يكن هناك ما يستدل به من القرآن الكريم الذي يعتبر الدليل القاطع على صحة الشيء ، ولا سيما تلك القواعد التي يفصل لها النحاة الشواهد الشعرية على قلتها إما لضرورات شعرية ، أو لحذلقة شعرية ، أو ليطبق بها على تلك القواعد دون النظر إلى العقل والمنطق .
2 ـ كما أن مجيء حرف الجر " عن " اسما أوله النحاة بمعنى " جانب " ، وكذلك مجيء حرف الجر " على " اسما فقد أوله النحاة بمعنى " فوق " ، أو " عند " ، وذلك كما يشاء لهم ، وحسب ما تقتضيه القاعدة التي جلبوا لها ذلك الشاهد ، وما عليك أخي القارئ إلا أن تتصور ، وتتأمل ما أراده بعض النحاة .
والواقع نقول : إن ما تصنعه النحاة المتقدمون ، وأجهدوا فيه العقل يعتبر عملا يحمدون عليه لما بذلوا فيه من الجهد الذي يستفيد منه من أراد دراسة النحو والتقعر فيه . ولكن من حيث التطبيق لم ينصفوا تلك القواعد ، بل حاولوا جاهدين أن يجعلوا لها شواهد ولو من غير المألوف ، أو ما لا يستوعبه العقل ، ويتقبله المنطق السليم ، لأنه بعيد عن الواقع العملي الملموس .
ثالثا ـ وما ذكرناه عن عرفي الجر " عن " ، و " على " يقال في " مذ ومنذ " .
فقد لاحظنا أن " مذ ومنذ " هما في الأصل حرفان من أحرف الجر ، ولا جدال في ذلك ، لأن العقل يقره ، والمنطق يؤيده . فعندما نقول : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، أو منذ يومين . فذلك أقرب إلى الفهم والصواب . فيوم اسم مجرور بـ " مذ " باعتبارها حرف جر ، وهذا هو الصحيح . أما إذا قلنا كما تصور النحاة المتقدمون ، أو بعضهم أن مذ إذا جاء بعدها مرفوع فهي اسم سواء أكان المرفوع خبرا ، أو مبتدأ ، أو فاعلا لكان التامة المحذوفة باعتبار مذ ظرفا .
ولماذا كل هذا التخيل ؟ ولماذا كل هذا البعد عن المحسوس ؟ ولماذا نحن الذين نعين فيما إذا كان الاسم الواقع بعد مذ مرفوعا ، أو مجرورا حتى نضع مسمى
" مذ " ، هل هي حرف أو اسم ؟ فإذا قلت إن الاسم الواقع بعد " مذ " ، أو " منذ " مرفوعا كانت مذ اسما ، وأعربت خبرا لكان ، أو سما لها ، أو فاعلا ، وذلك حسب ما أحدده أنا ، إذن لم يكن هناك قاعدة متفق عليها ليجري عليها التطبيق العملي ، ولكن أنا الذي أحدد ، وغيري كذلك يحدد حسب ما يتبادر إلى ذهنه ، أو تصوره .
ولو كانت قواعد اللغة تصورات واحتمالات لأصبح لكل نحوي نحو مستقل ، أو كان لكل متكلم بالعربية قواعد توافق ذوقه يضعها متى يشاء ، وحسب مقتضى الكلام الذي يتكلمه ، ويملى عليه حسب إدراكه وتصوره الخاص ، وبهذا يكون النحو لا قواعد موضوعة تبنى عليها التطبيقات ، ولكنه شواهد تنحت لها القواعد كلما اقتضى المقام ذلك .
رابعا ـ وأخيرا يمكننا الاستدلال على حرفية كل من : " عن " ، و " على " ، و " الكاف " ، و " مذ ومنذ " كغيرها من حروف الجر ، بأن تلك الأحرف وإن قبلت ـ في الشواهد المذكورة أنفا والمخصصة لها ـ دخول بعض أحرف الجر عليها إلا أنها لم تقبل علامات الاسم : كالتنوين ، والتعريف بأل ، والإضافة ، وهذا خير دليل على حرفيتها . كما أنها لا تقبل علامات الإعراب : كالرفع والنصب والجر .
فإن قالوا إن هذه الأسماء لا تأتي إلا مجرورة لقبولها أحرف الجر ، فهذا لا يكفي للدلالة على اسميتها ، لأن عدم قبولها كثيرا من علامات الاسم أولى بإخراجها من باب الأسماء بدلا من قبولها حالة واحدة من حالات الاسم وهو دخول حرف الجر عليها .
كما أن دخول حرف الجر عليها مثلما بين لنا النحاة في الأمثلة السابقة كان بتأويل تلك الأحرف بمعاني أخرى لتدخل دائرة الأسماء ، كتأويلهم " الكاف " بمعنى " مثل " ، و " عن " بمعنى " جانب " ، و " على " بمعنى " فوق " أو عند .
والذي هو أبعد عن الصواب أنهم لم يجعلوا لمذ أو منذ تعليلا لإدخالها في باب الأسماء ، سوى أنهم جعلوا التعليل مبنيا على التصور العقلي للقارئ أو السامع عندما يقرأ قولهم علة سبيل المثال : ما رأيتك مذ يومان ، أو ما رأيته منذ يوم الجمعة . فإذا تصور القارئ أن كلمة " يومان " ، أو " يوم " في المثالين السابقين مرفوعة ، كانت " مذ " أو " منذ " اسما ، فلماذا لا نتصور ، أو نقرأ كلمة " يومان " ، أو " يوم " على حقيقتها الصحيحة بالجر ، وتكون مذ ومنذ حرفين ، وهذا أقرب إلى الصواب ، والمنطق الصحيح ، إذا كانت العملية عملية تذوق ومنطق . أما إذا كان الأمر هو بناء قواعد من غير الذي يألفه الذوق السليم لتوضع لها تلك الشواهد ، فهذا أمر لا مجال لبحثنا فيه .
زيادة " ما " بعد بعض حروف الجر

تزاد كلمة " ما " بعد بعض أحرف الجر فلا تكفها عن العمل ، وتزاد بعد البعض الآخر فتكفه عن العمل ، وذلك على النحو التالي :
أولا ـ الحروف التي تزاد بعدها " ما " فلا تكفها عن العمل :
1 ـ تزاد بعد " من " نحو قوله تعالى : { مما خطيئاتهم أغرقوا }1 .
2 ـ تزاد بعد " عن " نحو قوله تعالى : { عما قليل ليصبحن نادمين }2 .
3 ـ تزاد بعد الباء " : نحو قوله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم }3 .
وقوله تعالى : { فبما رحمة من الله لنت لهم }4 .
ثانيا ـ الحروف التي تزاد بعدها " ما " فتبطل عملها :
تزاد " ما " بعد " رب " ، و " الكاف " فتبطل عملهما ، وذلك بإجماع النحاة ، ويختص دخولهما على الجمل . مثال زيادتها على " رب " :
12 ـ قول الشاعر جذيمة الأبرش :
ربما أوفيت في علم ترْفَعَنْ ثوبي شمالاتُ
الشاهد قوله : ربما ، حيث أوصل الشاعر " ما " بـ " رب " فكفتها عن العمل ، واختص دخولها على الجملة الفعلية المبدوءة بالفعل الماضي ، لأن الأصل في " رب " التقليل ، أو التكثير ، وهما إنما يكونان فيما عرف حده ، ومن هنا قل دخولها " رب " المكفوفة على الأفعال المضارعة ، فإن دخلت ظاهرا على المضارع ، فإيما أن يكون الفعل مؤولا بالماضي ، وإما أن يقدر مدخولها ماضيا .
72 ـ ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا }5 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 25 نوح . 2 ـ 40 المؤمنون . 3 ـ 154 النساء .
4 ـ 159 آل عمران . 5 ـ 2 الحجر .

ومثال زيادتها على " الكاف " :
13 ـ قول نهشل بن حري :
أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه
14 ـ ومنه قول زياد الأعجم :
فإن الحمر من شر المطايا كما الحَبِطات شرَّ بني تميم
والشاهد في البيتين قولهما : " كما سيف " ، و " كما الحبطات " فنلاحظ أن كلمة سيف جاءت مرفوعة على الابتداء ، ولم تعمل فيها الكاف ، لكف عملها بـ " ما " ، وكذلك الحال في " الحبطات " فقد رفعت على الابتداء ، ولم تعمل فيها الكاف المكفوفة بـما ، ومن الملاحظ أن " كما " لا تختص بالدخول على نوع معين من الجمل ، بل يشمل دخولها الجمل الاسمية ، والفعلية على حد سواء .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ جواز حذف متعلق الجار والمجرور .
يجوز حذف متعلق الجار والمجرور إذا دل عليه دليل ، وذلك في الإجابة على سؤال السائل الذي يقول : من كم متجر اشتريت ؟ فتجيب " من متجرين " .
ومن كم كتاب استقيت ؟ فتجيب : " من كتابين " .
والتقدير : اشتريت من متجرين ، واستقيت من كتابين .
فحذف متعلق الجار والمجرور وهو الفعل اشترى ، والفعل استقى لدلالة الفعل المذكور في السؤال على المحذوف .
2 ـ وجوب حذف متعلق الجار والمجرور ، إذا كان " كونا عاما " أي : مقدرا بمثل : موجود ، ومستقر ، وكائن ، وحصل ، وكان ، واستقر .
وذلك إذا كان الجار والمجرور متعلقا بالمحذوفات التالية :
* متعلقا بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . نحو : الكتاب في الحقيبة ، والماء في الكأس . فالجار والمجرور " في الحقيبة " ، و " في الكأس " متعلقان بمحذوف واجب الحذف هو الخبر .
* متعلقا بمحذوف صلة الموصول . نحو : تفوق الذي في فصلنا . فالجار والمجرور " في فصلنا " متعلق بمحذوف واجب الحذف تقديره " استقر " لأن صلته لا تكون إلا جملة .
* متعلقا بمحذوف صفة . نحو : صافحت رجلا في السوق . ففي السوق جار ومجرور متعلقان بمحذوف واجب الحذف في محل نصب صفة لرجل .
* متعلقا بمحذوف حال . نحو : قابلت محمدا في المدرسة . في المدرسة جار ومجرور متعلقان بمحذوف واجب الحذف في محل نصب حال ، وصاحب الحال " محمد " .
ويلاحظ أن المتعلق بمحذوف الخبر ، أو الصفة ، أو الحال فيجوز تقدير المحذوف : بـ " كائن ، أو مستقر " ، ويجوز تقديره : بـ " كان ، أو استقر " .
3 ـ تحذف بعض حروف الجر قياسا في المواضع التالية :
أ ـ يحذف حرف الجر مع وجود الأحرف الثلاثة الآتية : " أنْ ، أنَّ ، كي " .
نحو قولنا : دهشت أن أقنعت خصومك . والتقدير : من أنْ أقنعت خصومك .
ونحو : توقعت أنك لم تحضر . والتقدير : بأنك لم تحضر .
73 ـ ومنه قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }1 .
والتقدير : بأنه لا إله إلا هو .
ونحو : حضرت كي أزورك . والتقدير : لكي أزورك .
ب ـ وحذف حرف الجر قياسا قبل تمييز " كم " الاستفهامية المسبوقة بحر جر .
نحو : بكم ريال اشتريت الثوب . والتقدير : بكم من ريال .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 18 آل عمران .

ج ـ يحذف حرف الجر قياسا إذا اقترن بما يدل عليه .
15 ـ نحو قول الشاعر :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
الشاهد قوله : ومدمن ، فقد جر بحر جر محذوف دل عليه حرف الجر الموجود في كلمة " بذي " ، لأن مدمن معطوف عليها ، والتقدير : اخلق بذي الصبر ، وبمدمن القرع .
74 ـ ومنه قوله تعالى :
{ وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار }1 .
والتقدير : وفي اختلاف الليل والنهار .
4 ـ تحذف " رب " ويبقى عملها في المواضع التالية :
أ ـ بعد الفاء ـ وهذا كثير ـ
16 ـ كقول امرئ القيس :
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
الشاهد : فمثلك ، حيث جرها بـ " رب " المحذوفة بعد الفاء .
ومنه قول الآخر :
فحورٍ قد لهوت بهن عِينٍ نواعم في المروط وفي الرياط
الشاهد : فحور ، والتقدير : فرب حور ، بحذف رب بعد الفاء .
ب ـ وتحذف " رب " بعد الواو ـ وهو كثير أيضا ـ .
17 ـ ومنه قول امرئ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
الشاهد : وليل ، والتقدير : ورب ليل ، فحذف رب بعد الواو .
ــــــــــــــ
1 ـ 4 الجاثية .

ومنه قول الآخر :
" وجيش كجنح الليل يزحف بالحصا "
ج ـ كما تحذف " رب " بعد بل ـ وهذا قليل ـ .
18 ـ كقول رؤبة بن العجاج :
" بل مهمهٍ قطعت بعد مهمهة "
الشاهد : بل مهمه ، والتقدير : بل رب مهمه ، فحذف رب بعد بل وهو قليل .
ومنه قول الآخر :
بل بلدٍ ملء الفجاج قتمه لا يشترى كَتَّانه وجهرمه
د ـ وتحذف رب ويبقى عملها دون الحاجة إلى الأحرف السابقة ، وهذا أقل من حذفها بعد بل .
19 ـ نحو قول جميل بن معمر :
رسمِ دار وقفت في طلله كدت أقضي الحياة من جلله
الشاهد : رسمِ دار ، في رواية الجر ، على اعتبار أن كلمة " رسم " قد جرت بحرف الجر " رب " فحذفت رب من غير أن تكون مسبوقة بأحد الأحرف الثلاثة التي ذكرناها سابقا وهي : الفاء ، والواو ، وبل . وقد ذكر ابن عقيل في شرح الألفية أن ذلك شاذ والله أعلم .






المصدر : موقع الدكتور أحمد كلحى

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات








رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجرورات, الأسماء, الحر, النحو, حروف

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

Bookmark and Share


الساعة الآن 03:20 AM.

أقسام المنتدى

لغة الفيزياء | الفيزياء العامة | الفيزياء الحديثة | الفيزياء النووية | المحاضرات عن بعد | تكنو فيز | الوسائط التعليمية | الفيديو العلمي | طرق وأساليب التدريس | الأجهزة التعليمية | البرامج والمواد التعليمية | فيزياء المرحلة الثانوية (نظام المقررات ) | الترجمة | الأخبار العلمية والتكنولوجيا | لغة الأدب | الأدب العربي | الأدب النبطي | لغتنا العربية | الركن الهادئ | لغة الذات | دورات وقراءات | الميديا التنموية | الروحانيات | اسأل طبيبك | استراحة المنتدى | لقاء العائلة | شاركنا أخبارك | التعارف والترحيب بين الأعضاء | منتدى الإدارة | القرارات الإدارية | تواصل مع الإدارة | منتدى الاقتراحات والملاحظات | ريشة فنان | منتدى المواضيع المحذوفة والمكررة | الفيزياء الطبية | مسار محاضرات الفيزياء | مسار محاضرات الفيزياء الجزء الأول (1و2و3) | مسار محاضرات الفيزياء الجزء الثاني (4و5و6) |



Powered by vbulletin
Copyright ©2000 - 2024.


HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

أن المنتدى غير مسئول عما يطرح فيه أفكار وهي تعبر عن آراء كاتبها

This Forum used Arshfny Mod by islam servant

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1

جميع الحقوق محفوظة لموقع لغة الروح |تصميم المتحدة لخدمات الانترنت