يُقال أن الملوح بن مزاحم ذهب بإبنه قيس "مجنون ليلى" إلى الحج لكي يدعوا الله أن يشفيه مما ألمّ به من حب ليلى، وقال له: تعلّق بأستار الكعبة وإدعُ الله أن يشفيك من حُبها، فذهب قيس وتعلق بأستار الكعبة، وقال: " اللهم زدني لـ ليلى حُباً وبها كلفاً ولا تُنسني ذكرها أبداً ".
ويُقال أن قيس قد ذهب إلى زوج ليلى في يومٍ شديد البرودة وكان جالسًا مع قومه حيث أوقدوا النار للتدفئة، فأنشده قيس قائلاً: بربّك هل ضممت إليك ليلى قبيل الصبح أو قبلت فاها . فقال له زوجها: أما إذ حلفتني فنعم. فبكى قيس وقبض ع النار بكلتا يديه ولم يتركها حتى سقط مغشيًا عليه ..
أما عن وفاته .. فقد رُوي بأن أهله وجدوه في وادي كثير الحصى وقد فارقته الحياة، ووجدوا بيتين من الشعر عند رأسه خطهما بإصبعه هما: . توسد أحجار المهامه و القفرِ ومات جريح القلب مندمل الصدرِ فياليت هذا الحب يعشقُ مرةً فيعلمَ ما يلقى المُحب من الهجرِ.
من أجمل أبياته رحمه الله: . لو كان لي قلبان لعشتُ بواحدٍ وأفردت قلباً في هواكِ يعذبُ لكن لي قلباً تملكه الهوى لا العيش يحلو له ولا الموت يقربُ كعصفورةٍ في كف طفلٍ يُهينها تعاني عذاب الموت والطفل يلعبُ فلا الطفل ذو عقلٍ يرق لحالها ولا الطير مطلوق الجناحين فيهربُ ..
ويقول: . ألست وعدتني ياقلبُ أنّي إذا ما تبت عن ليلى تتوبُ فها أنا تائبٌ عن حُب ليلى فما لك كلما ذُكرت تذوبُ؟
ويقول: ولما تلاقينا على سفح رامةٍ وجدتُ بنان العامرية أحمرا فقلت خضبتِ الكف بعد فراقنا؟ فقالت معاذ الله ذلك ما جرا ولكنني لما رأيتك راحلاً بكيت دماً حتى بللتُ به الثرا فمسحت بأطراف البنان مدامعي فصار خضاباً باليدين كما ترا ..
ويقول: . برى حُبها جِسمي وقلبي ومهجتي فلم يبقى إلا أعظمٌ وعروقُ .. فلا تعذِلوني إن هلكت ترحموا عليّ، ففقد الروح ليس يعوقُ
قيل لأعرابي حدثني عن العِشق: إبتسم ونفض الغبار عن ثوبه وأخذ عصاه وقال: هو قيس واحد أحب ، فصدق ، فجن ، فمات.
ومن أبياته: لقد لامني في حُب ليلى قرابتي أبي و عمي وإبن خالي و خاليا أرى أهل ليلى لا يريدون بيعها بشئٍ، ولا أهلي يريدونها ليا فيا عجبًا فيمن يلوم ع الهوى فتى دنقًا أمسى من الصبر عاريا معذبتي لولاك ما كنت هائمًا أبيت سخين العين حيران باكيًا ..
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك