عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-23-2019, 07:20 PM
حكاية روح غير متواجد حالياً
Egypt     Male
SMS ~ [ + ]
لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 1407
 تاريخ التسجيل : Sep 2019
 فترة الأقامة : 1649 يوم
 أخر زيارة : 10-29-2019 (03:12 AM)
 الإقامة : مصر
 المشاركات : 477 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : حكاية روح is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أبواب خلفية يتسلل منها الخطأ واللحن



أبواب خلفية يتسلل منها الخطأ واللحن
أ. دوان موسى الزبيدي


المتخصصون والتراجمة والإعلام أبواب خلفية تتسلل منها الأخطاء التي تهشم لغتنا الأم الجميلةوتشوهها...!
من أخطر من يسيء إلى لغتنا العربية التراجمة،والإعلاميون ، و أولئك المتخصصون بها ..هؤلاء يظنون أنهم عرفوا كل ما يخص اللغة العربية، فهم يبررون شيوع استخدام الألفاظ الهجينة ،والتراكيب الغريبة الذي ينخر في جسد اللغة ويؤدي إلى تآكلها رويداً رويداً، إذ تتراجع الألفاظ الأصيلة الرصينة ،وتتوارى بينما يفسح المجال للألفاظ والتراكيب الأعجمية التي بتنا نراها مكوناً واضحاً في لغة الحياة اليومية، ومن أخطر الآثار السلبية التي ضربت بها الترجمة جذع لغتنا العربية أنها أسهمت في اختفاء الفروق اللغوية، وطمست ملامح التباين بين الألفاظ، فاستحال الترادف الذي كان أحد فضائل العربية ،وأهم ميزاتها مغبةً ورزئاً عظيماً، فامتزجت معاني الألفاظ ،وغابت محدداتها، وأصبح العموم هو السائد في المحتوى اللغوي. لذا فإنه من المؤسف أن سلب التراجمة الضعاف اللغة واحدة من أهم سماتها ألا وهي سمة الدقـّة.
وكيف يمكن للمترجم أن يختار المفردة الدقيقة، ويعرف الترادف على أنه دلالة عدد من المفردات المختلفة على معنى واحد ومثال ذلك: (الكرم، والسخاء، والجود،والبذل) أو ( يرى، ويبصر، ويشاهد، ويعاين) ، (سرور،وفرح، وحبور، وسعادة، وبهجة) (خوف، فزع، رهبة، خشية، ذعر، وجل) (الثرى والتراب) وغير ذلك من الألفاظ التي تختلف في حروفها وكتابتها إلا أنها تشير إلى المعنى الواحد لكل مجموعة منها...
لقد أصبحت الترجمة باب خلفي تتسلل منه عوامل اللحن والخطأ، لكن ذلك الخطر يتفاقم إذ نجد أن هذه الأخطاء التي تدس في خزانة اللغة العربية تتخذ شكل جواهرها اللفظية نفسه ، بل وربما تبدو ذات بريق ألمع، فيقحم المترجم على اللغة الرائقة متشابهات تجعل غير ذي الاختصاص يحسب أن هذه الألفاظ أو التراكيب عربية أصيلة.
أما الإعلاميون فيعرفون أن العلاقة بين اللغة والإعلام لا تسير دائماً في خطوط متوازية؛ فالطرفان لا يتبادلان التأثير نظراً إلى انعدام التكافؤ بينهما لأنّ الإعلام هو الطرف الأقوى، ولذلك يكون تأثيره في اللغة بالغاً الدرجة التي تضعف الخصائص المميزة للغة، وتُلحق بها أضراراً تصل أحياناً إلى تشوّهات تفسد جمالها. فاللغة العربية تعيش مأزقاً أوضح مايكون في وسائل الإعلام على اعتبار أنها تمثل الواجهة التي تعكس مختلف التفاعلات الثقافية والقيمية في أي مجتمع ، لذلك فإنها تؤدي أخطر الأدوار في الارتقاء باللغة العربية ،أو الحط من شأنها، ذلك أن التأثير الهائل الذي أخذت تلك الوسائل تمارسه في حياة الناس أصبح يضعها في مقدمة العوامل المؤسِّسة والمشكّلة للإدراك العام. ومشكلة اللغة العربية في وسائل الإعلام لها ثلاثة مظاهر، هي: شيوع الأخطاء النحوية في العربية الفصحى المستخدمة، والتي هي ركيكة في الأساس، وشيوع الكتابة بالعامية في المقالات والإعلانات، وفي تقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية، وكثرة استخدام المفردات الأعجمية في ثنايا الخطاب الموجه إلى المتلقي العربي، وفي بعض الأحيان تنشر الصحف العربية إعلانات كاملة باللغات الأجنبية، بل إن هناك مجلات عربية وبرامج إذاعية وتلفزيونية تحمل أسماء وعناوين أعجمية مكتوبة بالأحرف العربية.
ومن الباب عينه يدخل المتخصصون ليبرروا تجاوزات الترجمة، والإعلام معا ،ويسيئون للغة اللأم بهذه التبريرات والتسويغات ،فقد قدم د. محمد لطفي اليوسفي ( مدرس نقد)ورقة بعنوان "اللغة العربية والإعلام والحب القاتل" في ندوة اللغة والإعلام ، ودارت حول أن وسائل الإعلام لم تخذل اللغة العربية وتسهم في تعطيل قدراتها، بل ظلت منذ نشأة الصحافة العربية وظهور القنوات الفضائية فيما بعد توسّع من دائرة انتشار اللغة العربية وتخدمها. وركز في ورقته على كشف المغالطات التي ما فتئ أصحاب (التصور الصفوي) للغة يكرسونها ويروجونها بحجة الدفاع عن اللغة ،وهم يقومون بتنفير الأجيال من اللغة العربية. ورأى أن تستخدم اللهجات الدارجة في الإعلام فهي لا تؤثر على الفصيحة ، وما درى، وربما يدري أن اللغة من الناحية الشعورية والوجدانية تمثل روح الأمة وهويتها، ومن الناحية الثقافية تمثل الوعاء والوسيلة الناقلة للأفكار والتقاليد والخبرات عبر الأجيال المتعاقبة على تاريخ الأمة، وكانت من الناحية السياسية هي معالم الحدود الحقيقية للرقعة الجغرافية الوطنية ، ومن الناحية السيادية هي أهم أسس الهوية ومكونات الشخصية والوحدة الوطنية، لأي مجموعة بشرية، تعيش في انسجام على وجه الكرة الأرضية.. إذا كانت اللغة كذلك فلأنها تعد دون منازع أفضل وسيلة للتخاطب بين الأفراد، والتعبير عن أفكارهم
ولما كانت قوة اللغة تستمدها من قوة أهلها لأن اللغة تقوى وتزدهر وتنتشر بقدر ما تتقوّى الأمة التي تنتسب إليها وتترقى في مدارج التقدم الثقافي والأدبي والعلمي والازدهار الاجتماعي والسياسي والحضاري، فإن الوضع الذي تعيشه الأمة العربية الإسلامية في هذه المرحلة من التاريخ، لا يوفر للغة العربية حظوظاً أكبر للبروز وامتلاك شروط القوة، ما يترتب عليه ضعف اللغة وعدم قدرتها على فرض الوجود والتحكم في توجّهات الإعلام، والخروج من دائرة سيطرة نفوذه، والفكاك من هيمنة وسائله بحيث تصير اللغة تابعة للإعلام متجاوزةً بذلك الفواصل بين الإصلاح والإفساد.. وهنا أشير إلى أنة لاداعي للتبرير والتسويغ لما تؤديه الترجمة والإعلام من دور يسهم في اهيار السلطات اللغوية...

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات







 توقيع : حكاية روح

لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

رد مع اقتباس