و أتساءل ما إن كنت سأعيش ذات الأشياء مع غيرك..تلك الأحاسيس الأولى..رعشة يدي الأولى..خجلي الأول..و تلخبطي الأول عند محاولة أحدهم النظر إلى عينيّ طويلا..
و هل سينتابني ذات الشعور و ذات الحب عند النظر إلى عينيه!
أتساءل ما إن كنت سأرِقّ لحاله كما فعلت معك..
أتساءل الآن و الدموع في عينيّ ما إن كنت سأحمل هذا السر في صدري سنواتِ عمري كما يفعل الممثلون!
أتساءل ما إن كنتُ كما في الأفلام سأرجُف عندما تسألني ابنتي عن أول حب..فأسترسل في الحديث إلى أن أصل إليك..فأتجاوزك لا غير..أتجاوز الحديث عنك..أم أنني سأخترع قصة طفيفةً تجمعني بك..و أنهيها سريعاً حتى لا تلْحَظَ العِبرات التي تكدّست في عينيّ..
أتساءل في حالِ جمعتني الصدفة بك مستقبلا و نحن أكبر سناً من الآن..هل ستتعلق نظراتي بنظراتك؟
هل سيتوقف الزمن من حولنا!
و أتساءل..أ إلى هذا الحد تأثرت ببضع أفلامٍ شاهدتها!بل جذبتُ ذات الأشياء إليّ..
أتساءل عن ذاك الذي سيكون زوجي..هل سأحبه أكثر منك..هل كنتَ مجرد عابرٍ في مرحلة مراهقتي..أم أنك ذاك الذي لا يُنسى..
و أتساءل أحياناً تساؤلاتٍ تحمل تفاؤلاً و معجزةً ذاتَ الوقت..
هل سيجمعني القدر بك من جديدٍ في شكلٍ جديد..
و نحن أشخاصٌ جدد..هل سيجمعني الحلال بك!هل ستكون قدَري الذي أفِرّ إليه و كلي فخر..دون الخوف من مَلامة الناس..دون الخوف من عقاب رب الناس..دون الخوف و التخفّي..دون ذاك الشعور المتأرجح بين طمأنينةٍ و ذنب..
و إذا حدث هذا..هل سنكون ككل الأزواج!أ لن تكون هناك ذكريات سيئة بيننا!هل سنعمل سوياً على نسيانها!أم أننا و بتكويننا ذكريات جديدة..نقية سنتجاوزها!
إني أتخبط كل ليلة في بحر تساؤلاتي هذا..في القدر و المستقبل..في الدعاء الذي ينبغي أن أصوغه..
ما عدت أعرف صياغة الدعاء! خير دعائي أنْ ربي اخترلي و لا تخَيّرني..فإني لا أحسن الاختيار..
و أعود إلى تساؤلاتي..و أتساءل أ سنجلس سوياً كما خططنا!على الأرائك التي صنعنا في ظل الستائر التي نسجنا و في الغرفة التي بنَيْنا..
أم..
أم أنني سأجلس على فراشٍ وثيرٍ مع بَعْلٍ لا زوج..أقرأ كتباً متراكمةً بنكهة حزنٍ و ألمٍ و حنينٍ و اشتياق..و بينما أنا أحتسي كأس قهوةٍ أو شاي حسب مزاجي..يقبع هو أمامي بكرشٍ متدلّي يشاهد مباراة كرة القدم مشجعاً هذا و ذاك..و الأجدر به أن يشجع نفسه أولا..فكيف له أن يتابع أشخاصاً ذوي لياقة بدنية بينما هو ذو سمنة و ترهٌلاتٍ كأنه خارجٌ لتوّه من غرفة العمليات إثرَ ولادةٍ قيصريةٍ لطفلةٍ تَجاوز وزنها الستّ كيلوهات..
أتساءل ما إن كنا سنقتعد الشرفة سوياً نقرأ كتاباتنا و رسائلنا المهداة..نقرأ ما مررنا به إذ لم نكن سويا..
و أقرأ عليك ذكرياتٍ منعْتك من قراءتها ذات يوم..
أتساءل ما إن كنا سنضحك سوياً على ألبوم صورك و صوري..أم أن تلك الضحكة ستظل حبيسة صدري لا غير..
أما عنك..فلا أتساءل أبداً عمّا إذا ألِفَتْ روحك واحدةً غيري!
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك