بحث عن أسلوب التعجب في اللغة العربية : تعريف ، إعراب ، أمثلة واضحة
تعريف التعجب
تأمل الجمل الآتية :
– ما أعظمَ خزانتك ، وأعظِم بمخطوطاتها النادرة .
– ما أجملَ لونَ الزهور .
– أكرِمْ بالمهذب .
– أجمِل بخدمةِ المواطنِ وطنهُ .
إن قراءتك لهذه الجمل ستجعلك تلاحظ أنها اشتملت على عبارات تظهر الإعجاب ، ففي الجملة الأولى وصفت الخزانة بالعظمة ، والتعجب من كثرة ما تحتويه من مخطوطات نادرة ، وفي الجملة الثانية يظهر الإعجاب بالزهور ، وهكذا…
أسلوب التعجب : هو أسلوب يلجأ إليه المتكلم للتعبير عن دهشته واستعظامه صفة في شيء ما .
أمثلة على أسلوب التعجب
– ما أحسنَ العلمَ ، وأكرم بإيمانِ صاحبهِ .
– ما أجملَ الحديقةَ .
– ما أعظم شعبنا ، وما أروعهُ عند الخطوبِ .
– أكرِمْ برجال شعبنا ، وأهوِنْ بالخطوب مع عزماتهم .
صيغة التعجب
للتعجب صيغتان شهيرتان :
1 – ما أفعلَ
تتكون هذه الصيغة من أمور ثلاثة هي : ما + فعل التعجب + المتعجب منه .
2 – أفْعِلْ به
تتكون هذه الصيغة أيضا من أمور ثلاثة هي : فعل التعجب + الباء + المتعجب منه .
إعراب صيغة التعجب
1 – ما أفعلَ
ما : وهي نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
أفعل ( فعل التعجب ) : وهو فعل ماض جامد ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره هو .
المتعجب منه : وهو الاسم المنصوب الذي يأتي بعد فعل التعجب وهو منصوب على أنه مفعول به ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر ما .
مثال : ما أعظمَ الإحسانَ .
2 – أفْعِلْ به
أفعل ( فعل التعجب ) : يصفه المعربون بقولهم : فعل ماض جاء على صورة الأمر ، وهي عبارة غريبة !! فكأنما هذا الفعل في التقدير ماض ، لكن في الصورة فعل أمر ، وبالتالي يترتب على ذلك أمران :
أولهما : أن يعرب هو نفسه على أنه فعل أمر .
ثانيهما : أن يعرب ما بعده على تقدير أنه فعل ماض .
الباء : الباء حرف جر زائد ، فالاسم الذي بعدها مجرور لفظا ، لكنه فاعل تقديرا .
المتعجب منه : يجر بالباء لفظا ، لكنه فاعل في التقدير لفعل التعجب باعتباره فعلا ماضيا في التقدير أيضا .
مثال : أَعذِبْ بالقرآن أدبا وتهذيبا .
أصلها تقديرا : أعذَبَ القرآن أدبا وتقديرا .
/ أحس أنكم أصبتم بدوخة ودوار أثناء قراءة هذه القاعدة 😯 ، لا تقلقوا ستتوضح الأمور مع الأمثلة الإعرابية إن شاء الله .
شروط صيغة التعجب
لا بد من توفر ثمانية شروط لفعلي التعجب :
1 – أن يصاغ فعل التعجب من الماضي ، مثل :
– ما أحسنَ القراءةَ .
2 – يصاغ فعل التعجب من الفعل الثلاثي ، مثل :
– ما أجملَ الصدقَ ( صيغ فعل التعجب من الفعل الثلاثي ‘ جملَ ‘ ) .
3 – يصاغ فعل التعجب من الفعل المتصرف ، مثل :
– أعظِمْ بالأبطال .
– ما أقبحَ البخل .
صيغ فعلا التعجب ( أعظم ، وأقبح ) من فعلين متصرفين هما : عَظُمَ ، و قَبَحَ .
4 – يصاغ فعل التعجب من الفعل القابل للتفاوت والتفاضل ، مثل :
– ما أشجع جنودنا .
– ما أسرعَ الفهد .
صيغ فعلا التعجب ( أشجع ، وأسرع ) من الفعلين : شَجُعَ ، وسَرُعَ ، وهما قابلان للتفاوت إذ تستطيع القول : القوي أشجع من الضعيف – أو الفهد أسرع من الأسد .
5 – يصاغ فعل التعجب من الفعل المبني للمعلوم ، مثل :
– ما ألطف الأطفال .
– ألطِف بالأطفال .
صيغ فعلا التعجب ( ألطَفَ، وألْطِفْ ) من الفعل : لَطَفَ ، ولا يجوز صياغتهما من الفعل المبني للمجهول ( لُطِفَ ) .
6 – يصاغ فعل التعجب من الفعل التام ، مثل :
– ما أنظف البيت ( صيغ من الفعل التام نَظُفَ ) .
7 – أن لا تكون الصفة منه على وزن ‘ أفعل ‘ الذي مؤنثه ‘ فعلاء ‘ ، مثل :
– ما أفضل المسجدَ .
– ما أتفه الرجل المتهاون .
لكن لا يجوز أنت تقول : ما أحمر الورد – أو ما أخضر العشب .
8 – يصاغ فعل التعجب من الفعل المثبت ، مثل :
– ما أطهَر المؤمن .
صيغ فعل التعجب ( أطهر ) من الفعل المثبت ( طَهُرَ ) ، ولا يجوز أن يصاغ فعل التعجب من الفعل المنفي .
سؤال : كيف نتعجب من فعل لم يستوف الشروط السابقة ؟
1 – إذا كان الفعل المتعجب منه فوق الثلاثي أتينا بفعل آخر مستوف للشروط مثل : أشد ، أعظم ، أكثر …ثم نأتي بمصدر هذا الفعل منصوبا بعد فعل التعجب .
فلو أردنا مثلا التعجب من الفعل ‘ انتصر ‘ قلنا :
– ما أجمل انتصار الحق – أو أجمِل بانتصار الحق ( انتصار مصدر الفعل ‘ انتصر ‘ ) .
2 – إذا كانت صفة الفعل على وزن ‘ أفعل ‘ الذي مؤنثه ‘ فعلاء ‘ ، نأتي بفعل مستوف للشروط السابقة ، ثم بمصدر هذا الفعل منصوبا ، مثل :
– ما أشدّ حمرة الأزهار .
– ما أجمل خضرة الأعشاب .
3 – إذا أردنا التعجب من الفعل المنفي نأتي بفعل مستوف للشروط وبعده ‘ أن ‘ المصدرية ثم بالفعل المنفي ، مثل :
– ما أحسن أن لا يخيب من استشار .
4 – إذا كان الفعل مبنيا للمجهول ، أتينا بفعل مستوف للشروط ، ونضيف بعده ‘ ما ‘ المصدرية ، ثم نأتي بالفعل المبني للمجهول المراد التعجب منه ، مثل :
– ما أكثر ما كوفئَ المجدّ .
5 – إذا كان الفعل ناقصا ، أتينا بفعل مستوف للشروط ثم بمصدر الفعل الناقص إن كان له مصدر ، مثل :
– ما أفضل كونَ المطر غزيرا هذا العام .
– أفضِل بكونِ المطرِ غزيرا هذا العام .
أساليب التعجب السماعية
يقصد بها تلك الأساليب التي هي أصلا لغير التعجب ، ثم تدل عليه بالاستعمال المجازي ، مثل :
1 – لله درّه : للتعجب من شجاعة أو ذكاء شخص ما .
2 – سبحان الله .
3 – التعجب بالاستفهام ، مثل :
– قال تعالى : ‘ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ‘ ( البقرة 28 ) .
4 – التعجب بالنداء ، مثل :
– يا لروعة لوحات المعرض !
5 – التعجب بـ ‘ فَعُلَ ‘ ، مثل :
– عَظُمَ الأمر !
6 – استعمال المصدر ‘ عجب ‘ ومشتقاته كـ ‘ عَجِبَ ‘ و ‘ عجيب ‘ في التعجب ، مثل :
– عجيب أمر رامي لا يحترم مشاعر الآخرين .
أحكام خاصة بأسلوب التعجب
1 – لا يجوز تقديم معمول فعلي التعجب عليهما فلا تقول : ما محمدا أعلم .
2 – لا يفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه إلا بالظرف أو الجار والمجرور ويكون متعلق الظرف أو الجار والمجرور هو فعل التعجب ، مثل :
– ما أروع ليلةَ تمام البدر .
– ما أجمل بالمرأة أن تحتشم .
3 – يمكن زيادة ‘ كان ‘ بين ما وفعل التعجب ، مثل :
– ما كان أكرمَ حاتما الطائي .
4 – الأفعال الجامدة لا يتعجب منها مطلقا ، مثل :
– نِعمَ ، بِئسَ ، ليس ، عسى .
أمثلة على أسلوب التعجب مع الإعراب
– ما أحسنَ العلمَ .
ما : اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
أحسن : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : هو
العلم : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ .
– أكرمْ بالمروءة خُلقا .
أكرم : فعل ماض جاء على صورة الأمر مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره السكون الذي اقتضته صيغة الأمر وهو فعل التعجب .
بالمروءة : الباء : حرف جر زائد ، المروءة : فاعل مجرور بالباء لفظا مرفوع حكما على أنه فاعل ، وهو مضاف .
خلقا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ما كان أعظم انتصارنا .
ما : اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
كان : زائدة لا عمل لها .
أعظم : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : هو
انتصارنا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره ، وهو مضاف و ( نا ) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
– ما أقبحَ أن يقهرَ قوي ضعيفا .
ما : اسم نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
أقبح : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : هو
أن : حرف مصدري ونصب .
يقهر : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره .
قوي : فاعل ( يقهر ) مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
ضعيفا : مفعول به ( ليقهر ) منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره . وأن والفعل المضارع وفاعله بتأويل مصدر مفعول به لأقبح ، التقدير : ما أقبحَ قَهرَ قوي ضعيفا ، أقبح وما بعدها في محل رفع خبر المبتدأ ‘ ما ‘ .
أمثلة على أسلوب التعجب من القرآن
قال تعالى :
– ‘ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا ‘ ( مريم 38 ) .
– ‘ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ‘ ( البقرة 175 ) .
– ‘ قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ‘ ( عبس 17 ) .
– ‘ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ‘ ( البقرة 28 ) .
– ‘ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا ‘ ( الإسراء 93 ) .
أبيات شعر عن أسلوب التعجب
– قال إبراهيم ناجي :
هذه الأنوار ما أضيعها * صرن في جنبي جراحا وظبى
– قال الشاعر القروي :
أكرم بحبل غدا للعُرب رابطة * وعقدة وحدت للعرب معتقدا
– قال البحتري :
بني تغلب أعزز عليّ بأن أرى * دياركم أمست وليس لها أهل !
– قال المتنبي :
ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي * أنا الثريا وذان الشيب والهرم
– قال إيليا أبو ماضي :
ما أقبح الإنسان يقتل جاره * ويقول هذي سنّة العمران
تدريبات على أسلوب التعجب
1 – صغ فعلي التعجب مما يأتي :
– فهِمَ ، علِمَ ، بَخِلَ ، ظَرُفَ ، كَرُمَ .
2 – تعجب مما يأتي وبين أسلوب التعجب الذي استعملت :
– تجِبُ النصيحة .
– يُنفقُ المال في البر .
– يُحترَمُ الكبير .
– اللاعبُ ماهرٌ .
3 – كوّن جملتين مشتملتين على :
أ – أسلوب للتعجب جاء على صورة النداء .
ب – أسلوب للتعجب جاء على صورة الاستفهام .
4 – بيّن نوع ‘ ما ‘ فيما يأتي مع إعراب ما بعدها .
– ما أحسنَ زيدٌ .
– ما أحسنَ زيدًا .
– ما أحسنَ زيدٍ ؟
5 – أعرب ما تحته خط فيما يلي :
– قال تعالى : ‘ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا ‘ ( مريم 38 ) .
– أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدّرا * بكاء على عمرو وما كان أجدرا
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك