ظهيرة علي شاطئ .. محمد المكي ابراهيم
ظهيرة علي شاطئ .. محمد المكي ابراهيم
بالخصرة المنتصره و بالغصون المزهره ينبسط السهل و يرتمي في شفت النيل وبالعذوبة المنهمرة تبلل الرياح ذوائب العشب و تحتمى من خمرة الشمس بخمرة الصباح ●* تموجى ايتها الرياح تموجى كأنما و شاح يسحب فوق السهل و النبات و صففي بالرفق و المطاوعه شعر المراعى و اتركى اصابع الشعاع تبعث فيه النشوة و المزعزعه ●* حصيرة من الزئبق كان النيل يرتج تحت الوهج الجاسر لا يجرى و لا يسيل يرتج و القارب و الصياد يرتسمان اشباحاً من السواد في صفحة التوهج المعـشى كانما يغالبان جذباً من الوراء ينسلخان من كثافة الزئبق و الهواء ويجلدان بالشمس المحماة و بالبقاء وحدهما مستيقظين ساعة المقيل ●* تنكس الشواديف رءوسها الشماء تكف اصوات النواعير عن البكاء وتفتح الظهيرة الحمراء نوافذ الاسي الفاتر والاعياء عندئذ تهبط ساعة المقيل فوق الشواديف و حيوان الحقل و الغابة و السهول تهبط بالصمت الرصاصي و بالتثاؤب الثقيل بالخدر الخادر و الذهول تهبط حتى تلصق النسور باستدارة السماء وتذهل الغصون عن التمايل الدائب و الافياء نثبت كالمصاطب السود و تعلن الحداد . ●* ثقيل كل الكائنات الا انت يا صياد فالسمك النيلى في الظهيره يلوذ بالاعماق من صهد الشاطئ يا صياد ●* منحدرا من الجبل القمر محملاً بالمدن الصبيان و بالنسل و بالثمر يقبل كالديمومة الخضراء مخترقاً مغاور الغاب الى مغاور الصحراء كالفرس الاصيل يضرب بالحافر وجه الشاطئ الطويل وفي موسم اللقاح يجيش كالفحل ويرتمى علي نهود الارض بالتقبيل و هكذا تولد في الضفاف فوق ادياي الشمس و الهواء مشاتل السيال و الخروب و الصفصاف ●* خمس من النساء مخوضات في شراسة الشوك و في الشقوقيجمعن من الغابة حطب الحريق خمس نساء فقراء يجمعن للوقود ساقط الاغصان و اللحاء و عندما اقبل حارس الغابة في دوامة من الصياح قذفن للارض بما جمعنه و اطلقن مع الرياح سيقانهن واختفين في دوامة من الصياح ●* يا شجر السنط بوجهك المرصوع بالنوار بجذعك المهول بشوكك الابيض كالشيب علي مفارق الكهول اخضرة انت ام اصفرار و صفرة انت ام اخضرار و عاشق انت ام النهار الهب وجنتيك بالفخر و شدّ قامتك ؟ ●* ظهري علي العشب وعيني علي الزرقة في السماء اسمع نبض الارض و الليونة الخضراء تنغل من حولي ، وتكسب السماء زرقتها الخفيفة الهيفاء تكسبها حتى لألمح النهار من خلل الاشجار مضرّجاً بالزرقة الهيفاء كالبحار ●* و كانت المراكب المحملات بالقرميد تنتظر كالسمك المنتفخ الطافي علي النهر وكان بحارتها العرايا ينبطحون في الظل و يحلمون ●* ايتها الظهيرة الحمراء ايتها القسوة من السماء ايتها البحيرات من السكون تجمعى من فجوات الارض و الشجر و انسحبي عن المراعى و المدى المنتخب و خلفى السهول لمهرجان الذهب للمهرجان الذهبى فى الاصيل |
الساعة الآن 08:15 AM. |
Powered by
vbulletin
Copyright ©2000 - 2024.
أن المنتدى غير مسئول عما يطرح فيه أفكار وهي تعبر عن آراء كاتبها