منتدى لغة الروح

منتدى لغة الروح (https://www.logatelro7.com/vb/index.php)
-   الركن الهادئ (https://www.logatelro7.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   هذا الأحمرُ، لونُ الغُربةِ (https://www.logatelro7.com/vb/showthread.php?t=2227)

حكاية روح 10-28-2019 07:52 PM

هذا الأحمرُ، لونُ الغُربةِ
 
هذا الأحمرُ، لونُ الغُربةِ في دمي، يسيلُ بعشوائيةٍ مفرطة، وضحكةُ خُبثٍ لم تخرج اليومَ من أحدٍ غيري، لم أعد أحتاج شماتةً من أحد؛ فاليومَ نفسي تشمتُ بي...
هنا، أنا المجنيُّ عليه والجاني في آنٍ واحد، أسيرُ شخصانِ أحدهما مظلومٌ والآخر ظالمٌ، بيدَ أن كليهما يبكي، وكليهما يضحك.
يمسك أحدهما بسكينٍ مسلومٍ لطالما تلوثت بالدماءِ، ويمدُّ الآخرُ له عنقه، كلاهما يضحكُ من أثر انتشائهِ باللون القرمزي يسيلُ، وكلاهما يبكي من فرطِ ما أصابهما.
قلبي التي لم تعد تخيفني دقاته المتسارعة، وعيناي اللتان لم تكونا مغريتان لجمالهما بقدر ما كانتا مغريتان بحزنهما، لمعةٌ فاتنةٌ خلَّفَتها خيبات أملٍ متواصلة، تجاعيدٌ في الوجهِ تجعل المارين يحدقون فيها إعجابًا وتعجُّبًا، أحدهم ينعتني بالغامضة، وآخر ينعتني بالتافهة، وآخر يراني مدَّعية، وآخرُ يرمقُني بشفقة، وآخرُ وآخرُ وآخر..
من أنا يا ترى؟ من أنا من بين كل هؤلاء؟ لقد تاهت منِّي نفسي وتهتُ عنها، صوتٌ ما يصدحُ بداخلي، قولوا ما شئتم، فلم أعد أدري في النهايةِ هل أنا الشخصُ الجيِّدُ! أم الشرِّير!
دمٌ يسيلُ، وألمٌ يسيلٌ، وكلما اشتدَّ الألم وسالَ الدَّمُ سالت علامات الانتشاء بعروقي، واتسعت ابتسامة الخبثِ في عيني، وهمتُ في فضاءاتٍ واسعة، ليس بها سواي.
يقولُ أبي أنَّني مجنونة، وأمِّي تجزمُ بأنني أفعلُ أمورًا لا يفعلُها العاقلونَ، أجرح يدي وما شابه، وأمكثُ في غرفتي بالأيَّامِ والليالي لا أخرجُ منها، ماذا أقولُ لهم؟ ماذا أقولُ لأناسٍ لا تبرير عندهم لبكائي إلا أنني قد تعرضت للاغتصابِ وأخفي الأمر، لا تفسيرَ عندهم لضمور عينيَّ وهالات السواد تحتهما غير أنِّي أتعاطى المُخدِّراتِ سرًّا!
ماذا أقولُ لهؤلاء!
يا أمِّي! ويا أبي، إن ابنتكما شديدةُ الحساسية، تُبكيها نظرة، وكلمة، ولكنكما لم تفهما ذلك، لم تفهما أنكما قتلتماني منذ زمنٍ بعيدٍ وانتهى الأمر، هل أنا الآن حيَّة! إنَّها والله سخافة، فأنا أتنفسُ وآكلُ وأشربُ، وأخرجُ أحيانًا، لكنني جُثَّةٌ تسيرُ في الطرُقات، أنا جُثَّة.
ماذا أقولُ لزملائي في الجامعة؟ أنَّني وصلتُ لدرجةٍ لا أحتملُ فيها كلمة! تسألني زميلتي: لماذا أنتِ حزينةٌ هكذا دائمًا؟ لماذا دائمًا مُتبلِّدة؟ هناكَ ما يُحزِنُكِ؟
هل هنا ما لا يحزنني؟
أبكي دائمًا بصراخٍ، لقد كبرتُ جدًا على تلك الدموع الصامتة على وجنتيّ، فإنِّي أسكتُ كثيرًا.. وطويلًا جدًا، وحين أنهارُ بينكم فإنني فعلًا أنهار..
رجاءً لا تستفزوني، فبكائي ليسَ عاديًا، بكائي يرتجُّ له كلُّ شيء.



[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]


الساعة الآن 08:40 PM.

Powered by vbulletin
Copyright ©2000 - 2024.


HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

أن المنتدى غير مسئول عما يطرح فيه أفكار وهي تعبر عن آراء كاتبها

This Forum used Arshfny Mod by islam servant