«·¨*·.¸¸.» الإشـــراقة الرابــــعــة «.¸¸.·*¨`·»

لماذا تضعهم فوق رأسك ؟
الآخرون ، نفسيتهم ,مزاجهم ، آرائهم ، رغباتهم ، تحزن حين يحزنوا منك وتفرح وترضى حين يرضون عنك
، أنت لهم وبهم . إنه لا مانع من تأنيب الذات قليلاً ثم المسارعة لإصلاح الخطأ إن وقع ، غير أن الجريمة هي الوقوع في نقص تقدير الذات .
رحيلهم ، وبقاؤهم ، وفاءهم، وغدرهم، وإخلاصهم ، ليس مرتبطا بتقديرك لذاتك فمن الظلم أن تعتبر نفسك جيداً حين يحسنون إليك ، وتعتبر نفسك سيئا حين يكونوا سيئين معك ،هم مسئولون عن كل ما يعنيهم وأنت مسئول عن كل ما يعنيك ، لا تخلط بينك وبينهم لربما فعلت وأنت لا تعلم .
من المهم أن تكون علاقتك بالآخرين جيدة ومن المهم أكثر أن تكون علاقتك بنفسك جيدة .
عليك أن تعامل نفسك بمنطق غير أنك لا تضمن أن يعاملك الآخرون بمنطق وأنت تعلم أن الشخص الوحيد الذي سيبقى معك طوال حياتك هو أنت .
ليس بالضرورة أن ما يقع لك منهم أنت تستحقه ، ربما تسببت به لكن ليس بالضرورة إن لم يعجبك أن تتقبله وتعيش معه
لك أن تتعايش حتى تجد حلا ولكن إياك أن تعيشه .علاقتك بالآخرين علاقة طاقة فمتى ما حصل توافق وتآلف حصل تجاذب ومتى ما حصل تعارض أدى للتنافر .
الخطأ أن ترغم نفسك على الاستمرار فيما لا تحبه ولست مقتنعا به وتذكر أن للتغيير ثمن وللقرارات تبعات
فكن مستعدا لما يواجهك بمشاعرك مادمت مقتنعا به وفعلته عن ارتياح فستفتح لك الدنيا أبوابها و الضروف يديها بقدر اقتناعك به واستعدادك له .إنك لست ملزما بالحياة مع أي شخص عليك فقط أن تختار ذلك . تذكر أن معارضة الآخرين لك لا تعني أنك على خطأ دائما فكل جديد مرفوض والمرء عدو ما يجهل.
إن وجود أعداء لك بالحياة لا يعني أنك شخص سيء فخير الخلق من أنبياء وصالحين أوذوا ونالوا كراهيةً وسوء تصرف
فافعل ما أنت مقتنع به وقررته بنفسية الواثق المطمئن والسعيد وإن لم تصل لهذه المرحلة من القناعة بقرارك فانتظر وتريث .
إن الآخرين لا يستطيعوا تحقيق السعادة لك أكثر مما تستطيع أنت أن تفعله لنفسك ومادمت إنسانا ذا تطور وتغير ومراجعة فإن كل تغير في حياتك سيصاحبه تغير ذوقك ورأيك بالآخرين ، وكلما اقتربت من نفسك أدركت الأنسب والأفضل لنفسك وطريقة تفكيرك وأصبحت شجاعا في حسم العلاقات اللا مثمرة وتحديد أطر واضحة لها وحدود معينة تكفيك من التجاذب مع ما لا يسعدك .إن كنت تعتقد أنه من الخيانة أن تنفصل عمن لا يتوافق معك فإن من الخيانة لنفسك أن لا تفعل ،والبعد عنهم لا يقتضي نبذهم أو جرحهم أو نقدهم فالرقي يُحرم هذا جملة وتفصيلا ولكل أمر طريق فابحث عن الأرقى وأعمل به ربما يكون الأمر محزنا ومؤلما بالبداية لكنك ما تلبث أن تستقر وتسعد وتطمئن بالانسجام مع هويتك وعندها سيندفع القدر ليقدم لك الخيار الذي تستحقه ، فكن ما تستحقه .